16 - 06 - 2024

كلام والسلام | أوجاع صحفي

كلام والسلام | أوجاع صحفي

أعرف صحفيين كبارا في المقام والسن  .. يعملون باليومية أي والله بعد أن أغلقت صحفهم، أو تم رفدهم منها بعد أن انضموا للنقابة. ودفعوا عشرات الآلاف من الجنيهات لنيل شرف حمل كارنيه النقابة وقبض بدل الصحفيين..  وهم في الواقعقد انضموا إلى طابور طويل للبطالة المقتعة.

وبعضهم بلغ سن المعاش، فصار مثل خيل الحكومة في انتظار رصاصة الموت ، رغم ما يعانيه هو وأسرته من متاعب الحياة اليومية القاسية، ولستة كاملة من مصروفات أدوية الضغط والسكر المزمنة.

بعضهم أي والله يعمل في إعداد الكتب أو كتابتها أحيانا لزملاء آخرين عديمى الموهبة مقابل مبلغ يومي يتقاضاه ، وآخرون يعملون سائقي تاكسي أو متعاقدين مع شركات لنقل الركاب، وبعضهم يعمل دليفرى  أو كاشير في مطاعم بوسط البلد أو المهندسين أو مدينة نصر ، أما أغلبهم فجالسون قانعون مستسلمون في أحد أدوار نقابتهم العريقة أو مطعمها العامر بالدور الثامن في انتظار نفحة البدل الشهرية المنتظرة من وزارة المالية.

بعضهم استكان للوضع .. فصار روتينه اليومى ، وبعضهم يحاول ويعافر وهويعلم أنه لم يعد في العمر بقية. مات أحدهم منذ أيام هو مسن ساعيا للقمة عيشه فسقط بغيبوبة سكر فى الشارع .. مات من فوره.

القصة كبيرة ويوم لك ويوم عليك .. وممكن جدا أن تواجه أنت وأنا ممن اختاروا كار الصحافة نفس المصير.

الحكاية في حاجة لوقفة نقابية جادة ، وإجراءات فورية لحفظ ماء وجه الصحفي  لعله يطفو.. بعد غرقت الصحافة من قبله.

والحكاية في حاجة لوقفة تعيد للمهنة هيبتها بعيدا عن منتسبيها الوهميين ممن اخترقوا مهنة المال الحرام منها بوسائل التيك توك والتريند ومطاردة الجنازات والحفلات بصورة جعلت الناس تحتقر المهنة و منتسبيها، وتعتقد أن الصحفي ياما هنا وياما هناك .. وهو أغلب من الغلب وحاله يصعب على الكافر.
--------------------------------
بقلم: خالد حمزة

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | شالو ألدو .. وجابو ألدو





اعلان